في تحولٍ مُفاجِئ، أعلن الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ خطّته بشأن مُستقبل قِطاع غزّة ليست أكثر من “توصية” وليست قرارًا مُلزِمًا، مؤكّدًا أنّه فوجئ بالموقف الحازم لكلٍّ من مصر والأردن الرّافضيْن للخطّة. هذا التّصريح يعكس تراجُعًا واضِحًا عن الطّرح الأوّلي، الذي أثار جدلًا واسعًا على المستويَيْن الإقليمي والدّولي.

موقِف عربي مُوحَّد يضغط على واشنطن

هذا التّحوّل لاقى ترحيبًا في الأوساط المصريّة والأردنيّة، حيث اعتبر مراقبون أنّ وحدة الصّف العربي شكّلت عامِلًا أساسيًّا في دفع واشنطن لإعادة النّظر في موقفِها. وأكّد دبلوماسيّون أنّ الموقف العربي الرّافض لم يقتصِر على الحكومات، بل امتدّ ليشمل الرّأي العام العربي والدّولي وحتّى بعض حُلفاء الولايات المتّحدة.

أبعاد التّراجع الأمريكي

وفقًا لمساعد وزير الخارجيّة المصري السّابق رخا أحمد حسن، فإنّ هذا التّراجع لم يكُن وليد اللّحظة، بل بدأ يظهر منذُ فترة مع انفتاح وزير الخارجيّة الأمريكي ماركو روبيو على أي مقترح عربي بشأن غزّة. كما أشار إلى أنّ الإدارة الأمريكيّة لا ترغب في مواجهة قرارات مندِّدة خلال القمّة العربيّة المُقبلة، ممّا دفعها إلى تخفيف لهجتها تُجاه الخُطّة.

ضُغوط سياسيّة واقتصاديّة لَعِبت دورها

لم يكُن الموقف العربي المُوحّد العامِل الوحيد وراء التّراجع الأمريكي، إذ لعبت المصالح الإقتصاديّة دورًا بارزًا، خاصّةً في ظِل اِستثمارات واشنطن الضّخمة في المنطقة، وتحضيرات زيارة ترامب للسعودية. كما أنّ تلويح مصر بإمكانية مُراجعة إتّفاقيّة السّلام مع إسرائيل أضافَ مزيدًا من الضّغط على البيت الأبيض، ممّا دفعه إلى تبنّي موقف أكثر مرونة.

القِمّة العربيّة تترقّب تطوّرات جديدة

مع هذا التّراجع، تتّجه الأنظار إلى القِمّة العربيّة الطّارئة، المُقرّرة في القاهرة يوم 4 مارس المُقبِل، والتي ستُناقش تطوّرات القضيّة الفلسطينيّة. وبينما تُحاول واشنطن اِحتواء الأزمة، يبقى السّؤال : هل سيُشكِّل هذا التّراجُع بداية لموقِف أمريكي أكثر توازنًا تُجاه القضيّة الفلسطينيّة؟ الأيام القادِمة ستكشف عن المزيد.