يتحرّى العلماء وسائر المسلمين ليلة القدر، لما لها من فضل عظيم يتّفق عليه الجميع، وكما هو معلوم أنّ هذه اللّيلة ليلة تكون في شهر رمضان، وأنّها في العشر الأواخر منه، إلاّ أنّ تحديدها، من بين أيّام العشر الأواخر، أمرٌ فيه اِختلاف بين العلماء تبعا لاختلاف الرّوايات الصّحيحة، والأرجح أنّها في اللّيالي الوتريّة من العشر الأواخر.
وأرجى ليلة لها، بحسب بعض العلماء، هي ليلة السّابع والعشرين، وفضلها عظيم لمن أحياها، وهي ليلة عامّة لجميع المسلمين، وإحياؤها يكون بالصّلاة والقرآن والذّكر، والإستغفار والدّعاء من غروب الشّمس إلى طلوع الفجر، وصلاة التّراويح في رمضان إحياءٌ لها.
ويقول فضيلة الشّيخ سيد سابق رحمه الله، للعلماء آراء في تعيين هذه اللّيلة، فمنهم من يرى أنّها ليلة الحادي والعشرين، ومنهم من يرى أنّها ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من يرى أنّها ليلة الخامس والعشرين، ومنهم من ذهب إلى أنّها ليلة التّاسع والعشرين، ومنهم من قال : “إنّها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر”، وأكثرهم على أنّها ليلة السّابع والعشرين.
ولا يختلف عاقل، بخصوص عظمة ليلة القدر وفضلها، فهي خيرٌ من ألف شهر، وألف شهرٍ تُساوي ثلاثا وثمانين سنة و أربعة أشهر، أي أنّ هذه اللّيلة الواحدة، أفضل من عمر مديد يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة، إذا أضفنا إليه سنوات ما قبل البلوغ والتّكليف، تنزّلُ فيها الملائكة ويرفرف فيها السّلام حتى مطلع الفجر.