يعتزم فتى المغرب، يوسف التّازي البالغ من العمر 13 سنة، لكتابة التّاريخ من جديد، من خلال الوصول إلى أعلى نقطة بالقارّة الأوروبيّة، قمّة جبل إلبروس بارتفاع يصل إلى 5642 متر، وذلك برفقة والده عمر التّازي، في رحلة إلى منطقة القوقاز بروسيا تدوم ما بين 25 يوليوز و 7 غشت المقبل.

تنفيذًا لشعاره : المستحيل ليس مغربيّا! يطمح يوسف بكل عزيمة وتحدّي، أن يكون أوّل طفل مغربي وعربي وإفريقي يبلغ سقف أوروبا في سنّه المبكّرة.

ومن المحتمل أن تستغرق رحلة الصّعود إلى أعلى قمّة بأوروبا، ما بين سبعة إلى تسعة أيّام. ويعرف جبل إلبروس بالإنخفاض الشديد لدرجة حرارته، والتي يمكن أن تصل إلى ما بين 15 إلى 25 تحت الصّفر في القمّة، خلال هذه الفترة من السّنة. وينضاف إلى ما سبق ذكره، أنّ الأوكسجين في هذه المنطقة يقِل بنسبة 50%.

وتعدّ مغامرة تسلّق جبل إلبروس، ثاني خطوة في مشروع يوسف لتسلّق القِمم السّبع الأعلى في العالم “Seven Summits Challenge”، والذي يطمح يوسف لإكماله بتسلّق جبل إيفرست، أعلى قمّة في العالم بعلو 8848 متر، وذلك في غضون الثّلاث أو أربع سنوات المقبلة (عند بلوغه 16 أو 17 عامًا).

ويتضمن هذا التّحدّي العظيم، والذي يشكّل الإنتهاء منه إنجازًا فريدًا لدى أبطال تسلّق الجبال عبر العالم، الوصول إلى أعلى قمّة في كل القارّات السّبع.

وعن مواصلة مشواره الذي يجمع بين الرّياضة والقيم الإنسانيّة النّبيلة، يقول يوسف “أشعر بالحريّة والسّعادة عندما أمارس رياضتي المفضّلة : تسلّق الجبال. وأطمح أن أرفع راية بلادي عاليًا فوق قِمم العالم و أشرّف أطفال وشباب بلدي الحبيب. كما أشكر أسرتي الصّغيرة على تشجيعها لي وخاصّةً والدي كداعم قوي لي ومرافق لي في جميع اِستعداداتي ورحلاتي الجبليّة”.

ومن جهته، يقول عمر التّازي (والد البطل يوسف) : “بعد تخطيط مفصّل واستعدادات ذهنيّة وبدنيّة ولوجيستيكيّة طويلة وصعبة وجد مكلّفة ومتابعة طبيّة منتظمة ليوسف، ننطلق بعد أسبوع نحو دولة روسيا وكلنا يقين في الله وفي شغفنا وفي اِستعداداتنا المكثّفة لخوض هذا التّحدّي الجديد والوصول إلى سقف أوروبا”.

وتابع عمر التّازي، “فرغم التّكاليف المرتفعة لممارسة هذه الرّياضة (النّقل، المعدّات التّقنيّة، وكالة الرّحلة، التّأمين، التّداريب …) إلّا أنّ طموح وإصرار إبني يوسف على معانقة أعالي القِمم وتحدّيه لكل الصّعوبات وموهبته المتميّزة في هذه الرّياضة رغم صِغر سِنّه، هو ما يدفعني إلى التّضحية والإستمرار في دعمه حتّى يشرّف وطنه ويرفع علم بلاده عاليًا في قِمم العالم”.

إلى ذلك، سبق أن صعد يوسف، الذي تعلّق بهذه الرّياضة منذ سِن الرّابعة، أكثر من 40 قمّة جبليّة بالمغرب، قبل أن يخلق الحدث دوليًّا عند تسلّقه جبل أرارات (5165 متر) أعلى قمّة في تركيا في شهر غشت 2023، كأصغر متسلّق مغربي وعربي يفوق حاجز الخمسة آلاف متر. كما نجح في بلوغ سقف إفريقيا، قمّة جبل كلمنجارو بعلو 5895 متر، شهر يناير الماضي، وهو ابن الثّانية عشر.