لم تمض إلا ساعات قليلة على انطلاق احتفالات جبهة البوليساريو بمنطقة تفاريتي، تلك التي شهدت استعراضات عسكرية في منطقة ندد المغرب بالتواجد العسكري فيها، كونها جزء من المناطق المنزوعة السلاح وفق اتفاق وقف إطلاق النار. حتى اتبعت المناورات التي يعتبرها المغرب بمثابة الاستفزازات، برسالة من الأمين العام لجبهة البوليساريو “إبراهيم غالي”، يدعو فيها المملكة إلى المفاوضات المباشرة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقيت خلال احتفالات الجبهة بما تسميه “الذكرى الـ 45 لاندلاع الكفاح المسلح”، حيث خاطب “غاليي” الحكومة المغربية بالدعوة إلى تغليب لغة العقل والمنطق، والانخراط في المسار المشترك مع كل مكونات المنطقة.
وفي حوار مع قناة تلفزيونية إيطالية، لم يتردد زعيم الجبهة في تأكيد التزام “الجبهة” باتفاق وقف إطلاق النار منذ وقفه سنة 1991، بكل البنود المنصوص عليها في الاتفاق الموقع بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو”؛ رغم التوغلات العسكرية المتكررة على الأرض، التي يقودها عناصر “الجبهة” في المنطقة العازلة، و يرى فيها المغرب تعدياً صارخاً على الاتفاق و محاولة لجر المنطقة نحو المجهول.
الاحتفالات التي حضرتها وفود ممثلة عن دول فيتنام، إكوادور، ناميبيا، زيمبابوي، كوبا، وجنوب إفريقيا، ودبلوماسيين من إثيوبيا وكينيا وأوغندا وأونغولا ونيجيريا، تظل موضع تنديد، حيث عبرت الخارجية عن أسف المغرب “لكون هذا التصعيد يتم بمباركة وتواطؤ من بلد جار، عضو في اتحاد المغرب العربي، ولكن يخرق ميثاقه في مناسبتين: بإغلاق الحدود، وباستقبال حركة مسلحة على أرضه تهدد الوحدة الترابية لدولة أخرى عضو في الاتحاد”، مضيفا: “هذا البلد، عوض احترام قيم حسن الجوار وضوابط الاستقرار الإقليمي، يتمادى في دعم البوليساريو في عملها المزعزع للاستقرار في خرق للشرعية الدولية”.