شهدت إسبانيا، بداية هذا الأسبوع، واحدة من أسوأ الأزمات الطّاقيّة في تاريخها، بعد انقطاع مفاجئ وشامل للتيّار الكهربائي ضرب البلاد إلى جانب البرتغال وأجزاء من فرنسا، ما أثار مخاوف من هجوم سيبراني واسع النّطاق.
ووفق معطيات جديدة كشف عنها المركز الوطني الإسباني للإستخبارات، فقد تمّ رصد “نشاط غير طبيعي ومكثّف” في الفضاء السّيبراني قادم من منطقة شمال إفريقيا، قُبيْل أيّام من الحادث، دون أن يكون مصدره المغرب، حسب تأكيدات رسميّة.
وحثّت الجهات الإستخباراتيّة على توخّي الحذر في استخلاص النّتائج، مبرزةً أنّ التّحقيقات التّقنيّة والأمنيّة لا تزال جارية لفكِّ خيوطِ ما وُصف بـ”الواقعة الغريبة والإستثنائيّة”، في وقت يتولّى فيه المركز الوطني للتّشفير تحليل البيانات ذات الصّلة بالهجوم المحتمل.
وفي تصريحاته، أوضح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنّ حكومته لا تمتلك حتّى الآن أدلّة دامغة على طبيعة الحادث، مشيرًا إلى أنّ كل الفرضيّات تبقى مطروحة، خصوصًا في ظل تنامي التّهديدات السّيبرانيّة نتيجة المواقف السّياسيّة لإسبانيا إزّاء قضايا دوليّة كأوكرانيا وغزّة.
وشكر سانشيز كلًّا من المغرب وفرنسا على المساعدة في إعادة التيّار إلى عدد من مناطق الشّمال والجنوب الإسباني، بفضل الرّبط الكهربائي البيْني بين الدّول الثّلاث.
وبينما استُبعد المغرب رسميًّا من دائرة الشّبهات، تبقى دول مثل الجزائر وتونس ومصر في مرمى التّكهّنات، خاصّةً في ظل توتّر العلاقات بين مدريد والجزائر، التي سبق أن وُجّهت إليها اتّهامات ضمنيّة في حوادث اِختراق سيبراني طالت مواقع حكوميّة مغربيّة.