كل الاجتماع التشاوري لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، المنعقد ببوجومبورا يومي 19 و20 شتنبر الجاري، مناسبة جدد فيها المغرب وجمهورية بوروندي التأكيد على عزمهما إعطاء زخم جديد لتعاونهما البرلماني، وبث نفس جديد في العلاقات المتينة التي تجمع بين البلدين الصديقين، والقائمة على التضامن النشط والاحترام المتبادل.
هذه الرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون الثنائي ترجمها الاتفاق بين مجلس المستشارين و مجلس الشيوخ في جمهورية بوروندي عزمهما على تعزيز تعاونهما البرلماني، وتحديد مجالات عمل جديدة وإقامة شراكة مثمرة.
وأشاد الجانبان، في بيان مشترك، صدر عقب محادثات جمعت بين رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، ورئيس مجلس الشيوخ البوروندي إيمانويل سينزوهاجيرا، على هامش أشغال الاجتماع التشاوري التاسع لـ (أسيكا)، بعقد هذا الاجتماع، الذي يعكس عراقة العلاقات السياسية بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي، القائمة على الصداقة والأخوة والود والرغبة الحقيقية في بناء تعاون متين ومتعدد القطاعات.
وأبرز السيدان ميارة وسينزوهاجيرا أن هذا الاجتماع يندرج في إطار إعطاء زخم جديد للعلاقات الثنائية بين المؤسستين التشريعيتين، وكذا بين البلدين الصديقين، ويشكل أيضا فرصة لبحث الآفاق والوسائل الكفيلة بتعزيز هذه العلاقات البرلمانية وتحديد مجالات عمل جديدة وإقامة شراكة مثمرة.
وعلى نفس المنوال، تم التأكيد على هذه الرغبة خلال المحادثات التي أجراها السيد ميارة مع نائب رئيس جمهورية بوروندي، السيد إير بروسبير بازومبانزا، والوزير الأول البوروندي، جيرفي نديراكوبوكا، وعدد من المسؤولين البورونديين.
وفي هذا السياق، نوه السيد بازومبانزا بجودة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي، القائمة على التعاون والتضامن على كافة المستويات وعبر مختلف المبادرات، مستشهدا بافتتاح قنصلية عامة لبلاده بمدينة العيون سنة2020.
وانطلاقا من رغبتها في توطيد العلاقات الثنائية في إطار من التضامن النشط والصداقة القوية، تواصل المملكة المغربية تعزيز التعاون مع بوروندي في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب-جنوب، المرتكزة على السلم والأمن والتنمية. وقد تم تجسيد هذه الرؤية الملكية من أجل إفريقيا مستقرة ومزدهرة وآمنة في خدمة المواطن الإفريقي، من خلال التزام المملكة القوي بتقاسم خبراتها مع الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة من أجل إرساء تعاون ديناميكي بين بلدان الجنوب في مختلف المجالات، لاسيما قطاعات الصحة والتعليم والتكوين والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ومن هذا المنطلق، جدد رئيس مجلس المستشارين، خلال المباحثات التي جمعته مع عدد من كبار المسؤولين البورونديين، على استعداد المغرب لتقديم دعمه وتقاسم خبراته، وتوسيع برامج التعاون مع بوروندي، ومواكبتها في المجالات التي تحظى بالأولوية، وخاصة في قطاعات التعليم والتكوين، والفلاحي والتعاون التقني والرقمنة، علاوة على إرساء شراكات بين الجهات والجماعات الترابية.
من جهته، أعرب نائب رئيس جمهورية بوروندي، الذي خصص استقبالا لرئيس مجلس المستشارين بالقصر الرئاسي، عن خالص شكره وعميق امتنانه للملكة المغربية على دعمها ومواكبتها لجمهورية بوروندي.
الإشادة بالدعم المغربي لجمهورية بوروندي توالت من طرف شخصيات بوروندية بارزة من قبيل عمدة مدينة بوجومبورا، السيد جيمي هاتونغيمانا، والأمين العام للمجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية – قوات الدفاع عن الديمقراطية (CNDD-FDD)، الحزب الحاكم في بوروندي، ريفيريان نديكوريو، الذي أشاد بتخصيص المغرب لأزيد من 170 منحة دراسية لفائدة الطلبة البورونديين، الراغبين في مواصلة دراستهم في مؤسسات الجامعية المغربية.