ستعرف جولة مفاوضات الطاولة المستديرة بـ”جنيف” المقبلة، بين “المغرب” و”الجزائر” و”موريتانيا” و”البوليساريو”، اهتمام وتتبّع الجميع، لا سواءٌ على المستوى الدولي، الإقليمي، القارّي، الجهوي أو الأممي، على جميع الأصعدة، وخاصة السياسية والإعلامية، حيث يترقّبُ الجميع لمعرفة تفاصيل وكيفية إدارتها، والمواضيع المطروحة للنّقاش، وإجراء وظروف انعقادها ومرورها، والنتائج التي قد تترتب عنها، وكذا المُخرجات المُتمخّضة.
ويؤكّد المغرب أن الاجتماع المنعقد يومي الـ5 والـ6 من دجنبر الجاري، في “سويسرا”، بمشاركة جميع أطراف النزاع، يُعدُّ “اختبار للدول المعنية من أجل تقييم رغبة كل جهة في التوصل إلى حل”.
يأتي هذا في الوقت الذي ترى فيه “البوليساريو”، بأنّ المرحلة هي مرحلة تفاوض، وأنّ التّمثيلية المغربية تعتبر في نظرها تمثيلية غير شرعية، والتي تتكوّن من أصل 5 مسؤولين مغاربة، من 3 أعضاء من الصحراء؛ وهم “حمدي ولد الرشيد” رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، و”ينجا الخطاط” رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، كما تم تعزيز الوفد بالعنصر النسوي في شخص الفاعلة الجمعوية فاطمة العدلي عضو المجلس البلدي للسمارة، هم عبارة عن “خونة” على حدّ قول “البوليساريو”، ممّا جعلها لا تستسيغ الأمر، وبشيءٍ من الصّدمة عبّر أحد مفاوضيها “خطري آدوه”، عن رفضه للجلوس إلى ممثّلي المغرب، خصوصاً منهم القادمين من منطقة النّزاع، الذين يمثّلون سكان الأقاليم الجنوبية بشكلٍ قانوني .
ومن جهتها، وجّهت اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية “خط الشهيد” دعوة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بغية المشاركة في اجتماع الطاولة المستديرة بجنيف، المنعقد يومي 5و6 دجنبر الجاري، معتبرة أن “القيادة الحالية للبوليساريو لا تمثل ما عدا نفسها ومصالحها الذاتية”.
إلى ذلك، ناشد خط الشهيد “جميع الأطياف والتيارات الصحراوية المعارضة لفساد قيادة البوليساريو، لتوحيد الجهود في مواجهة هذه القيادة وتمسكها بالسلطة، ولنفرض عليها فتح الحوار الوطني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكاسب شعبنا قبل فوات الأوان”، داعيا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى بعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات، بهدف التأكد من صحة ما يدعيه.
من جانبٍ آخر، وبدل الرد على المبادرة المغربية بشكل مباشر، اختارت “الجزائر” أسلوب المناورة السياسية، حيث دعت إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية دول الاتحاد، في محاولة لتعويم المبادرة المغربية.
حريٌّ بالذّكر، أنهُ عقدت جولات مفاوضات بين المغرب والبوليساريو لم تعط النتائج المرجوة نظرا لتشبث الطرف الآخر بأطروحة الانفصال التي لا يدعمها المنتظم الدولي، كان آخرها سنة 2012 ب”منهاست”.