أبت “جمعية الوفاء لقدماء اعدادية التعاون” التّابعة للمديريّة الاقليميّة بالعيون، في نسختها الثّانية وتحت شعار “لنتذكر. نعترف بالفضل و نقدر”، إلّا أن تنظّم نشاطا متميّزا على شرف ثلّة من رجال ونساء التّعليم، تقديرا لما أسدوه من فضل لأبناء المؤسّسة والمنطقة والوطن ككل.
وفي سياق ذلك، بادر مكتب الجمعيّة المذكورة، بالاحتفاء بالضيوف القادمين من مختلف مناطق المملكة تلبية لنداء الرحم وتجديد العهد بأطفال الامس الذين أصبح أغلبهم أطرا عليا في شتى المجالات. فعلى مدى خمسة أيام : من فاتح ماي 2024 الى الخامس منه، سُطّر برنامج يليق بحجم هذه التّظاهرة المتميّزة، تضمّن القيام بجولة اِستطلاعيّة داخل المدينة، ورحلة ترفيهيّة إلى مُنتجع وسط رمال الصّحراء الذّهبيّة، وزيارة لمنطقتيْ “فم الواد” و “البلايا” ثمّ أمسية ثقافية من تنظيم وإشراف “مؤسسة الفيلم بالصحراء”. ناهيك عن حفل التّكريم الذي حضرته شخصيات وازنة وفي مقدمتها السيّد المدير الاقليمي لوزارة التّربية الوطنيّة إلى جانب أساتذة وأطر ادارية وقدماء التّلاميذ وعائلاتهم.
وكانت هذه المناسبة، فرصة للم شمل أساتذة، سبق لهم أن حملوا مشعل التّربية والتّعليم بهذه المؤسسة العتيدة خلال الثّمانينات وبداية التّسعينات من القرن الماضي، جنبا الى جنب مع تلامذتهم، بعد فراق دام أزيد من ثلاثين سنة، وهي في نفس الوقت اِلتفاتة متميّزة استحسنتها ساكنة المنطقة، ورفعت من معنويّات المُحتفى بهم، بل أعادت إليهم تلك الصّور القديمة الجميلة التي حجبت أغلبها تجاعيد الزّمن و متناقضاته. والأجمل في هذا اللقاء هو اجتماع الفئتيْن معا (قدماء التّلاميذ مع أساتذتهم ) في فصل دراسي، مع تكليف أحدهم بإلقاء درس تطبيقي، ما جعلهم يغوصون في ثنايا الماضي ويُحيون ذكريات الزّمن الجميل.
ويمكن اعتبار هذه المبادرة، بمثابة درس تحت عنوان “الوفاء والاعتراف بالجميل”، يجب أن ينضاف إلى قائمة دروس المقرّرات الدّراسيّة، وفي نفس الوقت هي رسالة قويّة لمن يهمّه الأمر، فضلا عن القدر الكبير الذي تحمله من الدِّلالات، وسوف تظل راسخة، لا محالة، في أذهان من عايش أطوارها وعاش تفاصيلها.
ويذكر أنّ الجمعيّة المنظمّة، تفضّلت خلال اليوم الأوّل باستقبال ضيوفها في مطار الحسن الأول، بالتّمر والحليب والورود، وتحت اِيقاع أنغام فرقة موسيقيّة محليّة. كما تكفّلت بتوفير ظروف الإقامة المريحة، علاوةً على تذاكر السّفر ذهابا وإيابا.