تدارس ثلّة من الأطبّاء المغاربة، أمس الجمعة، المستجدّات والتّطوّرات التي يعرفها الطّب التّجديدي. وذلك خلال لقاء علمي نظّمته كليّة الطّب والصّيدلة بمدينة العيون.

وقد دار هذا اللّقاء العلمي، حول موضوع “الخلايا الجذعيّة والطّب التّجديدي : الجوانب الأخلاقيّة والمنظورات العلاجيّة”. وشكّل فرصةً لمناقشة التّقنيات المبتكرة للخلايا الجذعيّة والطّب التّجديدي.

وركّز الأطباء، خلال هذا اللقاء، على مناقشة التّحدّيات الحاليّة والمستقبليّة للطّب التّجديدي، مبرزين الآليات الأساسيّة لبيولوجيا الخلايا الجذعيّة والتّطبيقات السّريريّة والقضايا الأخلاقيّة والتّنظيميّة.

وخلال كلمة ألقتها بالمناسبة، أكّدت عميدة كليّة الطّب والصّيدلة بالعيون، فاطمة الزّهراء حفظي العلوي، أنّ عصر الطّب التّجديدي يمثّل تحوّلاً عميقاً في مقاربة الرّعاية الصحيّة، ويقدّم آفاقا غير مسبوقة لعلاج الأمراض المستعصية. ولفتت حفظي العلوي إلى أنّ الخلايا الجذعيّة، وبفضل قدرتها الفريدة التي تميّزها عن باقي مختلف الخلايا وتجديد الأنسجة التّالفة، أضحت في صلب هذه الثّورة العلميّة.

ومن جانبه، أكّد أستاذ الجراحة والأورام والطّب التّجديدي، مصطفى سويح، أنّ هذا اللّقاء يهدف إلى تعزيز الإبتكار والتّعاون في مجال الطّب التّجديدي، مشيراً إلى أنّ الخلايا الجذعيّة، التي تعتبر ثورة جديدة في المجال الطبّي، تضمن تجديد خلايا الإنسان.

وفي هذا الإطار، أوضح السيّد سويح، أنّ الأبحاث السّريريّة أظهرت أنّه من الممكن اِستخدام الخلايا الجذعيّة البالغة لإستعادة الخلايا المفقودة أو التّالفة أو الهرِمة، بهدف تجديد الأنسجة بشكل فعّال، وبالتّالي توفير بديل للجراحة بالنّسبة لبعض المرضى. وأشار مصطفى سويح إلى أنّ تقنيّة الخلايا الجذعيّة المبتكرة تستخدم اليوم في العلاج الجمالي، والعديد من الأمراض التي تعتبر غير قابلة للشّفاء، مثل داء السّكّري والتهاب المفاصل، والتوحّد، والزهايمر، والباركنسون.

من جهته، أشار أستاذ الجراحة التّجميليّة، الحسن بوكيند، إلى أنّ هذا التّخصّص الطبّي يشكّل مستقبل الطّب لعلاج عدد معيّن من أمراض المناعة الذّاتيّة والأمراض المزمنة، مضيفاً أنّ هذا اللّقاء العلمي يهدف إلى إطلاع الأطبّاء على هذا التّخصّص الطبّي الذي سيستأثر باهتمام كبير في المستقبل.

إلى ذلك، تضمّن برنامج هذا الإجتماع تقديم مجموعة من المداخلات التي تمحورت، على وجه الخصوص، حول “الخلايا الجذعيّة : التّساؤل الأخلاقي”، و”الطّب التّجديدي وشفاء النّدوب”، و”الخلايا الجذعيّة في أمراض الجهاز البولي التّناسلي”، و”مشروع إنشاء مركز إمتياز للعلاج بالخلايا”.