على عكس جولة المحادثات الماضية، ظهر الوفد المغربي لأشغال مائدة جينيف المستديرة الثانية منفتحاً على تقديم إجابات لمختلف النقاط الكبرى، المتعلقة بالموقع الرسمي المغربي إزاء ملف “الصحراء”.
الوفد الذي يترأسه السيد “ناصر بوريطة” وزير الشؤون الخارجية و التعاون، و المؤلف من شخصيات صحراوية ممثلة لساكنة للأقاليم الجنوبية، في مقدتها “حمدي ولد الرشيد” رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، “الخطاط ينجى” رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ، “فاطمة العدلي” عضو المجلس البلدي لمدينة و الفاعلة الجمعوية النسوية.
“بوريطة” إعتبر في إجابات قدمها قبل قليل، أمام الصحافة الدولية، الوطنية و حتى تلك الممثلة لطرح “جبهة البوليساريو”، أن حضور شخصيات من ممثلي ساكنة الأقاليم الجنوبية، التي تحتسب بمقدار 80% في المائة من ساكنة الصحراء، تمثيلية شرعية إنبثقت عن صناديق الاقتراع، في إنتخابات حضرها مراقبون دوليون، وقفوا على مشاركة سكان الأقاليم المعنية، الذين إختاروا ممثليهم وسط صراع حزبي ديمقراطي، أفرز نخبة ممثلة نابعة عن إرادتهم المعبر عنها بحرية.
الإجابة عن الأسئلة المحورية، أضت إلى طرق علامات الإستفهام أيضاً، حيث ساءل “بوريطة” من يدعون تمثيلية “شعب الصحراء” بتقديم أسانيدهم، أي عن أي انتخابات أفرزت تواجدهم اليوم في “جينيف”، أو أي تعددية أفرزتهم.
من يريد “الشرعية” عليه أن يقبل بشروطها، هكذا خاطب الوفد المغربي الوفود المشاركة في اللقاءات المباشرة، عقب نهاية جولتها الثانية، مؤكداً أن الشرعية تنبع من الممارسة الحقيقية، وليس من الشعارات الرنانة.
إلى ذلك، تأتي الإجابات التي قدمها الوفد المغربي اليوم أمام عدسات الصحفين، بمثابة نقطة التأكيد على شرعية التمثيلية التي أفرزتها إنتخابات يعترف المنتظم الدولي بنزاهتها، في حين تعتبر “جبهة البوليساريو” نفسها الممثل الشرعي و الوحيد لـ”شعب الصحراء”.