في تقرير سياسي قوي قدّمه أمام أعضاء المجلس الوطني خلال مؤتمره الوطني التّاسع، المنعقد يومي 26 و27 أبريل 2025 بمجمع مولاي رشيد للشّباب والطّفولة ببوزنيقة، أبدى حزب العدالة والتّنمية استياءه ممّا اعتبره انحرافًا عن الثّوابت الوطنيّة، مؤكّدًا أنّ هناك محاولات لاستهداف مصداقية الإختيار الدّيمقراطي وكرامة المواطن. وقد تناول التّقرير مجموعة من القضايا الأساسيّة التي تهدّد المرجعيّة الإسلاميّة، التّعليم العمومي، والنّسيج المجتمعي.

وشدّد الحزب على أنّ التّمسّك بالمرجعيّة الإسلاميّة، وفق رؤية مجدّدة ومنفتحة، هو أساس استمراريّة المغرب كدولة موحّدة ومستقرّة. وأكّد أنّ التّفريط في هذه المرجعيّة يشكّل تهديدًا لوحدة البلاد واستقرارها، داعيًا إلى مواصلة الدّفاع عن هويّة المغرب الإسلاميّة.

وفيما يتعلّق بمراجعة مدونة الأسرة، اعتبر الحزب أنّ معركته ضد محاولات تعديل المدونة تمثّل “أم المعارك”، حيث تصدّى، منذ ربيع 2022، لمحاولات تهميش المرجعيّة الإسلاميّة لصالح منظورات غربيّة تتعارض مع القيم الوطنيّة. كما سجّل الحزب موقفه الرّافض لرفع التّجريم عن العلاقات الجنسيّة خارج الزّواج وإباحة النّسب خارج إطار الزّواج الشّرعي، معربًا عن رفضه القاطع لهذه المقترحات التي تهدّد هويّة المجتمع.

كما أشاد الحزب بتدخل الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، لإعادة تأكيد مرجعيّة الشّريعة الإسلاميّة في مراجعة المدونة، معبّرًا عن اعتزازه بالخطاب الملكي الذي أعاد ترتيب الأولويّات وحصّن هويّة الأسرة المغربيّة.

فيما يخص التّعليم، أشار الحزب إلى تفاقم أزمة التّعليم في عهد الحكومة الحاليّة، والتي ساهمت في تدهور المدرسة العموميّة والجامعة، مشدّدًا على ضرورة تصحيح المسار وتعديل السّياسات اللّغويّة التي كرّست هيمنة الفرنسيّة على حساب العربيّة. كما أكّد الحزب رفضه ما وصفه بـ “حملات استهداف” لمادّة التّربية الإسلاميّة والتّعليم العتيق، داعيًا إلى تعزيز حضورهما في المنظومة التّعليميّة بما يتماشى مع الهويّة الدّينيّة للمغاربة.

وفي محور الثّقافة والإعلام، حذّر الحزب من تحوّلات خطيرة في السّياسة الثّقافيّة التي تهدّد الهويّة الوطنيّة، مشيرًا إلى أنّ منظومة الدّعم العمومي أصبحت وسيلة لترسيخ التّفاهة والإساءة إلى الهويّة المغربيّة. وانتقد الحزب ما وصفه بتوزيع الدّعم دون معايير واضحة، ممّا يعزّز تفشّي الأعمال الفنية التي تتناقض مع القيم الوطنيّة.

وفي الختام، استنكر الحزب ما اعتبره احتفاء وزير الثّقافة ببعض الشّخصيّات التي تروّج للإبتذال خلال المعرض الدّولي للكتاب، مؤكّدًا أنّ هذه السّياسة الثّقافيّة تضُر بالثّقافة المغربيّة الأصيلة ولا تساهم في النّهوض الفكري في المجتمع.