تؤدي ظاهرة التبذير إلى ضياع كميات هائلة من الأطعمة على مستوى العالم، مما يستدعي التفكير الجدي في ممارساتنا الغذائية والبحث عن وسائل للحد من إهدار الطعام على جميع المستويات، إنتاجا واستهلاكا ومعالجة وتوزيعا. الشئ الذي مكن الشركات والأفراد أن يطبقوا أفكارا في غاية البساطة أحيانا، للمساهمة في هذا الجهد النبيل الذي لا يساهم فقط في حماية البيئة بل أيضا في تعزيز اقتصاد الدول والأفراد.
وقد جمعت صحيفة ” لاكروا ” الفرنسية، عشرة أفكار قالت إنها قد تساهم في هذا الجهد، شملت كل السلسلة التي يمر بها الغذاء قبل أن يلقى به في حاويات القمامة أو يستهلك.
أولا: في مرحلة الإنتاج، ينبغي الاستفادة من فائض الإنتاج كل عام، إذ لا يتم حصاد بعض الإنتاج الزراعي أو يتم التخلص من جزء من المحصول لأنه لم يجد مشتريا بالسوق.
وحسب بعض التقديرات الفرنسية فإن 12% من الفواكه والخضراوات بل ربما 30% من البطاطا تذهب أدراج الرياح كل عام حتى قبل أن تصل السوق.
وقد أنشئت بعض الهيئات غير الربحية التي تتولى استخدام هذا الفائض في إعداد وجبات للمشردين والفقراء وتوزيعها عليهم.
ثانيا: البيع المباشر من الحقل، وهو ما مكن كثيرا من المزارعين من الاستفادة المالية من الفائض الذي لا يهب إلى السوق.
ثالثا: البيع عبر تطبيق “أجود من أن يرمى” Too good to go حيث يمكن من خلاله للمستهلكين أن يشتروا مواد اقتربت نهاية صلاحيتها، وبأسعار مخفضة.
وتسعى المؤسسة الراعية لهذا التطبيق إلى أن تزاد فترة صلاحية المواد وأن يكتب عليها “يفضل استهلاكه قبل هذا التاريخ” بدلا من الجزم بذلك، وهو ما انصاعت له بعض الدول الأوروبية مثل النرويج.
رابعا: التنسيق الجيد ببين المنتجين والموزعين للتقليل من فائض الإنتاج حسب الاستهلاك، وهو ما نجحت بعض الشركات فيه إلى حد كبير فلم تعد تنتج إلا حاجة السوق أو تزيد على ذلك بقليل.
خامسا: في مرحلة البيع عند البقالات بدأت المحلات عرض مواد منتهية الصلاحية من ناحية التاريخ لكنها ما تزال صالحة للاستخدام، إضافة إلى مواد أخرى تمزق غلافها، وذلك بأسعار رخيصة نسبيا مما مكن من بيع جزء من تلك المواد بدل إلقائها في حاوية القمامة.
سادسا: تعاون المحلات الغذائية الكبيرة مع منظمات تساعدها في التخلص من فائضها بطريقة ربحية، وهو ما تتولاه في فرنسا منذ 2014 شركة فنيكس التي تتوقع أن تصل أرباحها هذا العام إلى 10 ملايين يورو.
سابعا: إجراء حملات توعية بالمدارس ضد التبذير ومتابعة التلاميذ والطلاب والاستفادة مما يتخلون عنه من وجباتهم، وهو ما مكن في فرنسا من تقليص نسبة التبذير في المدارس بحوالي 20% ما ين 2016 و2018.
ثامنا: توعية المطاعم وتحويلها إلى مؤسسات مسؤولة وساعية إلى الادخار، وهو ما عملت عليه إحدى المؤسسات عبر اقتراح أوانٍ من أربعة مقاييس يمكن للزبون الاختيار منها حسب رغبته في الأكل.
كما يضع النادل حاوية مع الوجبات التي يقدمها كي يضع فيها الزبون ما تبقى من وجبته، وقد انتشر شعار “مطاعم ضد التبذير” في كثير من المطاعم.
تاسعا: ينبغي توعية الجمهور بكيفية التقليل من الإسراف داخل المطبخ، وهو ما دأبت على القيام به مجانا مؤسسات فرنسية بالعاصمة باريس، ويبدأ ذلك بالمشتريات كي تحفظ بطريقة جيدة وفي أي مكان بالثلاجة.
عاشرا: يمكن استخدام بعض التطبيقات التي ترشد إلى ما يمكن أن يفعل المرء بالعناصر الغذائية الموجودة لديه والتي لا يعرف كيف يتخلص منها بشكل مناسب.
وتقول لاكروا إن نسبة 33% من تبذير الطعام تكون في مرحلة الاستهلاك الأخير أي في البيت أو المطاعم، و32% أثناء الإنتاج أو الصيد، و21% في النقل أو التخزين، و14% فترة التوزيع.