خرج المواطنون الجزائريّون -عن بُكرة أبيهم- للشّارع في حشودٍ مُحتجّة، وذلك عقب الـ10 من فبراير الماضي، في الوقت الذي أعلن في “بوتفليقة” ترشُّحه للإنتخابات الرّئاسية المقبلة في 18 من أبريل المقبل، تلبيةً لمناشدات أنصاره، متعهّداً في رسالةٍ للجزائريِّين؛ بعقد مؤتمرٍ للتّوافق على إصلاحاتٍ عميقةٍ حال فوزهِ، على حدِّ تعبيره طبعاً.
من وقتها، تشهدُ “الجزائر” حراكاً شعبيّاً ودعواتٍ لتراجُع “بوتفليقة” عن الترشُّح، شاركت فيه عدّة شرائح اجتماعيّة، ومهنيّة من قبيل المحامين والصّحفيّين والطّلبَة.
على غرار ذلك، وفي الوقت الذي تعرفُ فيه البلاد تفاقُماً للوضع الحرِج الذي تعيشُ عليه، أكّد وزير الدّاخلية الجزائري؛ “نور الدّين بدوي”، وفاة “حسان”، نجل رئيس أوّل حكومة بعد الاستقلال، الرّاحل “يوسف بن خدّة”، خلال المسيرات التي شهدتها العاصمة “الجزائر”، أمس الجمعة، في خطوةٍ تدعو من خلالها الحُشود المُتظاهرة،”بوتفليقة”، إلى عدم ترشُّحه لولايةٍ خامسة.
وفي تغريدة لـ”بدوي”، اليوم السبت، أشار الأخير إلى فتح تحقيق لكشف أسباب وظروف وفاة المتظاهر أمس، مقدِّماً تعازيه لعائلة الفقيد، حيثُ قال : “نترحم على روح الفقيد حسان بن خدة، ابن قامة الثورة التحريرية يوسف بن خدة، الذي توفي مساء الجمعة”.
من جانبه، حمّلَ “سليم”؛ شقيق المتوفى -في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)- اليوم النّظام، مسؤولية ما حدث لأخيه، قائلاً أنّ : “العائلة تحمل العصابة الحاكمة وبلطجيتها سفك دم أخي وسنقوم بالإجراءات اللازمة للقصاص”. كما أشار شقيقُ المُتوفَّى، إلى تشييع الجثمان اليوم صوبَ مثواهُ الأخير بعد “صلاة العصر”.
حريٌّ بالذّكر، أنّ المديريّة العامّة للأمن الوطني الجزائري، كانت قد أعلنت أمس الجمعة، عن إصابة 57 شرطيّاً وسبعة مواطنين تمّ إسعافهم من قبل الشّرطة، فضلاً عن اعتقال 45 شخصاً، خمسةٌ منهم بالقرب من فندق “الجزائر” الدّولي، على خلفية المظاهرات الحاشدة التي خرجت للمطالبة برحيل “بوتفليقة” و”نظامه”.