بقلم/حسن بنهر – أخبار تايم

 

لم تعُد نوايا الولايات المتّحدة بشأن خفض تمويلها للمنظّمات الدّوليّة مجرّد إشارات سياسيّة، بل تحوّلت إلى خطوات عمليّة بعد إصدار الإدارة الأمريكيّة لمذكّرة رسميّة تقضي بخفض مساهماتها الدّوليّة إلى النّصف، بما في ذلك التّمويل السّنوي لبعثة الأمم المتّحدة في الصّحراء “المينورسو”، في خطوة تحمل إنعكاسات مباشرة على مسار النّزاع الإقليمي.

نصف الميزانية .. ونهاية محتملة لـ”المينورسو”

البيت الأبيض وافق على خطّة تقشّفيّة غير مسبوقة، تُقلّص ميزانية وزارة الخارجيّة ووكالة التّنمية الأمريكيّة بما يقارب 48 في المئة، ما يعُادل نزولاً من 55.4 مليار دولار إلى 28.4 مليار دولار. ومن بين أكبر المتضرّرين: عشرات الهيئات الدّوليّة، بينها الأمم المتّحدة و”الناتو”، وضمنيًّا بعثة “المينورسو” التي كانت الولايات المتّحدة تغطّي نحو 27% من ميزانيّتها البالغة 5.6 مليار دولار لفترة 2024-2025.

مِن مجرّد نقاش إلى تحوّل اِستراتيجي

منذُ بداية ولاية دونالد ترامب، بدأت الأصوات تتعالى داخل مراكز صُنع القرار الأمريكيّة للتّساؤل عن جدوى اِستمرار “المينورسو”. تقارير من مؤسّسات بحثيّة مقرّبة من الجمهوريّين وصفت البعثة بأنّها “عبء بلا نتائج”، خصوصًا بعد اعتراف واشنطن بمغربيّة الصّحراء، ما جعل استمرارَ دعمِها أشبهَ بـ”تناقض اِستراتيجي”.

دعمٌ أمريكيٌّ فرنسيٌّ للمُقترح المغربي

لقاءات رفيعة المستوى، أبرزها بين وزير الخارجيّة المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي، رسّخت التّوجّه نحو طيِّ ملف الصّحراء عبر مُقترح الحُكم الذّاتي كحل وحيد على طاولة النّقاش. واشنطن جدّدت دعمها العلني لسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبيّة، معتبرةً أنّ واقع ما بعد 2020 تجاوز صيغة الإستفتاء.

تحرُّكات دبلوماسيّة تُمهّد لتحوّل كبير

في تصريحات متزامنة، أكّد السّفير عمر هلال والمبعوث الأممي دي ميستورا أنّ المرحلة القادمة قد تكون حاسمة. المغرب يُعوّل على إغلاق الملف مع الجزائر بحلول نونبر المقبل، بينما تُراهن الأمم المتّحدة على الشّهور الثّلاثة القادمة لبلورة “خارطة طريق جديدة”، وسط مؤشّرات على تحوّل في الموقف الدّولي.

تنسيق ثُلاثي لتقليص نفوذ الأمم المتّحدة في الملف

المغرب، إلى جانب فرنسا والولايات المتّحدة، يشتغل على خطّة دبلوماسيّة لإبعاد ملف الصّحراء عن قبضة الأمم المتّحدة، بعد إخفاقها المستمر في حلّه. الهدف: إنهاء مهمّة “المينورسو” تدريجيًّا، والدّفع نحو حل سياسي تحت السّيادة المغربيّة، دون أي إعتبار لخَياريْ الإنفصال أو الإستفتاء، وهو ما أُبلِغَ بهِ رسميًّا المبعوث دي ميستورا.