شهدت العاصمة الأمريكية، يوم الأحد المنصرم، لقاءً مهمّا بين ممثلي 39 دولة عضوة في الشراكة من أجل التّعاون الأطلسي، وهي مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في المحيط الأطلسي. وكان هذا اللقاء، الذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية بالتعاون مع سفارة المغرب في واشنطن، فرصة للتّعرّف على مستجدات هذه المبادرة والتّحديات والفرص التي تواجهها.
وفي كلمته خلال اللقاء، أكد سفير المغرب في واشنطن، يوسف العمراني، على الدور الفعّال الذي تلعبه المملكة في تعزيز مجال أطلسي مستقر ومزدهر ومندمج، يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة بأسرها. وأوضح السفير أن هذا الدور ينبع من الرؤية المبتكرة والجريئة للملك محمد السادس، الذي جعل من المحيط الأطلسي قلبا للتّعاون مع القارّة الإفريقية، على أساس مبادئ التّضامن والتّعاون والتّنمية المشتركة.
وأشار سفير المغرب، إلى أنّ المملكة تقود مشاريع هيكليّة تهدف إلى ربط إفريقيا الأطلسيّة بالعالم الغربي والشّمالي، وتوفير مخرج بحري لدول السّاحل. مضيفا أن المملكة تشارك بنشاط في الشراكة من أجل التّعاون الأطلسي، وتترأّس مجموعة العمل المكلّفة بالتّخطيط البحري المجالي، بالتّعاون مع إسبانيا وأنغولا. وختم السفير مؤكّدا على أهميّة المحيط الأطلسي كمنطقة جيوستراتيجية ذات أولوية للمملكة، داعيا إلى تضافر الجهود لجعلها مجالا ديناميكيا وأساسيّا على المستوى الدولي.
ومن جهتها، عبّرت جيسيكا لابين، منسّقة الشّراكة الأطلسيّة في وزارة الخارجية الأمريكية، عن شكرها للمغرب على دوره الرّيادي والتزامه بتعزيز المجال الأطلسي. وأثنت لابين على مبادرة المغرب في تنظيم هذا اللقاء الهام لفائدة السلك الدبلوماسي المعتمد بواشنطن، مؤكّدة على القيم المشتركة التي تشكل أساسا لهوية أطلسية جماعية. وحثّت الدّبلوماسيّة الأمريكية الدّول الأعضاء على التّعاون الوثيق لمواجهة التّحديات المشتركة، والاستفادة من فرص التنمية المندمجة التي تضمن استدامة موارد المحيط الأطلسي للأجيال القادمة.
ويذكر، أنّ الشّراكة من أجل التّعاون الأطلسي، هي مبادرة أطلقها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في سبتمبر 2023، كمنتدى متعدد الأطراف يهدف إلى تعزيز التّعاون الإقليمي في المحيط الأطلسي. ومنذ ذلك الحين، تمّ عقد عِدّة اِجتماعات رفيعة المستوى أدّت إلى اِعتماد خطّة عمل وإعلان التّعاون الأطلسي.