بقرية “لكَرارة” وبالضبط بغابة “الكالبتوس” المتواجدة غير بعيد عن المكان، حيث مقر جماعة “بن خليل” السابق، يتحدث الكثير من أهل الطنطان الأوائل، منهم رجال متقاعدون في القوات المساعدة، عن وجود سجن مهجور، مدفون تحت الأرض، كما الحال مع ذكريات غابرة تعبق برائحة سنوات الجمر و الرصاص.
يحدث الجميع بذكريات تحمل المزيد من القلق عن معتقل سري، تم تشيده خلال سبعينيات القرن الماضي، إبان سنوات الجمر والرصاص، و نزل به معتقلون سياسيون صحراويون وغيرهم، في حين يتحدث آخرون، مشيرين إلى حراسة مشددة كانت ترافق المكان حتى السنوات الأخيرة إلى سنة 2003.
أسئلة كثيرة تُطرح في هذا الصّدد، ما سر هذا المعتقل؟ هل لا زال على حاله إلى اليوم؟ و لماذا التكتم على تواجده من الأساس في ظل عهد المصالحة وجبر الضرر؟
هل للمجلس الوطني لحقوق الانسان (الهيئة الحكومية المكفولة بمتابعة وضعية حقوق الإنسان) بوجود هذا المعتقل؟ وفي حال ما إذا كان كذلك ، ألا يجدر بتلك الهيئات الحقوقية أن تتحرك وتطالب بالكشف عن المكان باعتباره جزءا من الذاكرة الحية، التي تنفث الغبار عن حقبة مهمة من تاريخ المغرب، نظير معتقلي قلعة “مكونة” و “أكدز” ؟
كلها تساؤلات يُتاق التوصل لإجاباتها، بعد أن أثيرت على نحو ريب دفع ببعض من الفاعلين إلى طرحها، وإن كانت بشكل محتشم. وما دام المغرب قد قام بطي صفحة سنوات الرصاص بالمصالحة وجبر الضرر، فليس هناك داعٍ للتكتم على هذا المعتقل، وربما قد آن الأوان للكشف عنه ومعرفة قصته وقصص نزلائه لتدُوّن وتُدرج ضمن الذاكرة.
مادة من إنجاز : محمد أحمد الومان / الطنطان
*الصورة تعبيرية