تعتزم باريس دخول الأقاليم الجنوبيّة للمملكة، عبر بوابة التّعاون الإقتصادي، بعدما دخلتها من حيث الفعاليّات الثّقافيّة، لتُقرّر بعدها الحكومة الفرنسيّة أن تعود من خلال تمويل العديد من المشاريع الإستثماريّة بالصّحراء المغربيّة.
وأعطت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة، وفق مصادر متطابقة، الضّوء الأخضر لتمويل مشاريع في جهة “العيون السّاقية الحمراء” وجهة “الداخلة وادي الذهب”، من طرف مؤسّسة التّنمية الماليّة الفرنسيّة (بروباركو)، وهي فرع للوكالة الفرنسيّة للتّنمية، والبنك العام للإستثمار.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن هذه الخطوة، خلال الزّيارة التي سيقوم بها فرانك ريستر، وزير التّجارة الخارجيّة الفرنسي، إلى الرباط يومي 4 و5 أبريل، إذ من المُقرّر أن يلتقي بنظيره المغربي رياض مزور وكذا الوزير المكلف بالإستثمار محسن الجزولي.
ويتضمّن جدول الأعمال، زيارة للغرفة الفرنسيّة للتّجارة والصّناعة في المغرب، واِجتماعا في مقر الإتّحاد العام لمقاولات المغرب، من أجل بحث إمكانية الحصول على تمويل وضمانات من لدن الدّولة الفرنسيّة للمستثمرين في الأقاليم الجنوبيّة للمملكة، كما تعهّد رئيس الدّبلوماسيّة الفرنسيّة ستيفان سيجورني؛ ممّا يؤشّر على تدشين فصل جديد في العلاقات بين البلدين، لتجاوز التوتّر الذي شهدته خلال السّنوات الأخيرة الماضية.
ويذكر، أنّ الزّيارة التي من المُرتقب أن تجمع الوزير الفرنسي بكل من رياض مزور، وزير التّجارة والصّناعة، ومحسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بالإستثمار والإلتقائيّة وتقييم السّياسات العموميّة، تأتي في سياقٍ عرفت فيه العلاقات الإسبانيّة المغربيّة تطوّرا كبيرا، خصوصا في الشّق الإقتصادي، بحيث وجدت مدريد مكانا لها في مجموعة من المشاريع الضّخمة، والحديث هنا عن البنية التّحتيّة وقطاع النّقل واللّوجستيك، والطّاقات المُتجدّدة والفلاحة والماء.
وحسب تقارير فرنسيّة، فإنّ هذه الزّيارة ستشكّل دفعة كبيرة في العلاقات الفرنسيّة المغربيّة، في ظل اِستعداد المملكة لإحتضان كأس العالم 2030، وهو الحدث الذي سيُخصّص له المغرب اِستثمارات كبيرة.