فرَّت كفتاة صغيرة من الصحراء الغربية مع عائلتها في العام 1975، حينها لم تكن لتتخيَّل أبداً أن تصبح جدة وهي خارج الديار.
الجدة “مريم” كغيرها من النساء الصحراويات حبسي مخيمات “تيندوف”، تطقن للعودة بعد أزيد من نصف قرن من اللجوء. في خيام يبلغ عمرها الافتراضي عادةً الأربعة أعوام، تعيش مع أسرة مكونة من أربعة أشخاص.
تُمضي مباركة كغيرها وقتاً طويلاً كل يوم في ترميم الخيمة القديمة، ذلك يبدو واضحاً على يديها المتصلبتين من آلام و كتفيها المرهقين. يقوم بهذا العمل عادةً كبار السن، لذا فإن الشابات في المخيمات لم يعتدن على مثل هذه المهارة الأساسية.
توضح الأم ذلك قائلة: “بعض الأجزاء رثة جداً لدرجة أنه من غير الممكن استخدام إبرة الخياطة فيها”، المأوى ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه الأسر هنا. فمن أجل تخزين المياه، تستخدم عائلة مباركة خزاناً للمياه تنمو فيه الطحالب، مما يؤثر بشكل كبير على جودة المياه. تفضل أن يكون لديها خزان من الإسمنت، لكنَّ هذا النوع باهظ الثمن لتشتريه بنفسها، ولا يمكن للمفوضية سوى توفير عدد قليل كل عام بسبب القيود المتعلقة بالتمويل.
وتصف مباركة التي التقاها موقع مفوضية اللاجئين آمالها ومخاوفها، وتقول ببساطة: “أتمنى العودة إلى دياري قبل أن أموت، وأخاف على ابنتي وصهري وعبد الله من أن يبقوا هنا ويهرموا. خوفي هو ما يخافه الجميع هنا، وهو أن نبقى هنا ويطوينا النسيان”.
ليست مباركة إلا واحدة من آلاف الضحايا ممن يجنون ويلات نزاع يأبى الحل، في مخيمات تفتقد لأبسط شروط الحياة تتاجر جهات معلومة بمصير آهليها المجهول، رافضة أي حل يطرح على الطاولة، مصعبة بذلك حياة تفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة.