خلق الفيلم الوثائقي “بصيري..المشهد المفقود” المستفيد من دعم المركز السينمائي المغربي؛ نقاشا كبيرا بين السينمائيين بعد عرضه مساء اليوم الثلاثاء ضمن فعاليات الدورة الواحدة والعشرين لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة..
ويشارك الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عن مسار أهم شخصية نضالية بالأقاليم الصحراوية ضد المستعمر الاسباني ومفجر ثورة العيون عام 1970؛ ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية..
وسبق لفيلم بصيري أن أحدث ثورة بمخيمات تندوف بعد عرضه بمهرجان العيون، حيث يعكس حقائقا ظلت لسنوات عدة حبيسة أشخاص رافقوا “بصيري”في مشواره النضالي، حيث تفند ذات الحقائق رؤى ضد وحدة المغرب.
و تدور أحداث قصة الفيلم حول شخصية المناضل “محمد سيدي براهيم بصيري”..مفجر انتفاضة العيون الأولى ضد المستعمر الاسباني سنة1970.
“بصيري” الشاب المغربي ذو الأصول الصحراوية، قدم من منطقة “بني عياظ” بأزيلال إلى الصحراء بعد مشوار علمي حافل بالقاهرة ودمشق، حيث عايش تبلور المشاريع الوطنية لمكافحة الاستعمار..فجاء إلى الصحراء ليطبق مشاهداته بمعية مناضلين منهم من قضى نحبه ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، ليحكوا ما عايشوه في تلك الفترة.
بدأ بصيري تحركاته داخل المداشر المأهولة ووسط تجمعات البدو انطلاقا من مدينة السمارة وصولا إلى مدينة العيون، إلا أن هذه التحركات ما كانت لتتم بعيدا عن أعين سلطات المستعمر الاسباني الذي بدأ يرصد الرجل ويتتبعه للقبض عليه..ومن ثم اختطافه عام 1970 فاختفاؤه الى اليوم.
يتناول هذا الفيلم أيضا جانبا مهما لدور أعضاء المقاومة الوطنية الذين واجهوا المستعمر الاسباني من خلال انتفاضة العيون يوم 17 يونيو 1970..التي قضى فيها واعتقل مئات الصحراويين، فكانت بمثابة تلك الشرارة التي ساهمت في استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حضن الوطن قبل أن تطلق المسيرة الخضراء بسلميتها رصاصة الرحمة على المعمر عام 1975.
كما تضحد حقائق الفيلم مزاعم البوليساريو وكل الاشاعات المغرضة في اعتناق بصيري أي مذهب انفصالي حيث ظل طيلة مشوار حياته وفيا لوطنه فكرا وفعلا.
كما ظلت البوليساريو تتهم المغرب طيلة السنوات الماضية عن اختفائه وهو ما فندته حقائق الفيلم من خلال شهادات رفاق دربة وأحد جنرالات اسبانيا الذي عايش تلك الفترة..