أخذت آفاق أسواق السّلع الأساسيّة، وحزب الإستقلال، الحيّز الواسع من النّقاش من ضمن المواضيع التي تصدّرت اِهتمامات اِفتتاحيّات الصُّحُف الوطنيّة الصّادرة اليوم الجمعة.
وفي قراءة لعدد من الصّحُف الوطنيّة، اليوم الجمعة، نستهل جولتنا الخاصّة بالتّصفّح، لنقل المواضيع الرّاهنيّة، التي اِستأثرت الصُّحُف وتصدّرت العناوين.
وفي مُستهل هذه الجولة، كتبت يوميّة (ليزانسبيراسيون إيكو)، في معرض تطرُّقها لتقرير البنك الدّولي حول آفاق أسواق السّلع الأساسيّة، أنّ توقّعات هذه المؤسّسة، بالنّسبة لبلدان مثل المغرب، تكشف عن مناخ اِقتصادي يتّسِم بتطوّر مُتسارع لأسعار السِّلع الأساسيّة، من شأنه أن يؤدّي إلى سلسلة من الأزمات.
وتُشير التّوقّعات، وفق ما أشار إليه كاتب الإفتتاحيّة، إلى أنّ اِنخفاض الأسعار لن يكون كافياً لبلوغ نِسَب التّضخُّم التي حدّدتها البنوك المركزيّة في أُفق سنة 2025. كما اعتبر، نفس لكاتب، أنّ هذا الوضع يُثير القلق بالنّسبة للمغرب، باعتبار أنّ اِستمرار التّضخُّم، قد يُقلّص من القدرة الشّرائيّة للأُسر، ويؤدّي إلى تراجع النّمو الإقتصادي.
وأضاف أنّ التّوتّرات في الشّرق الأوسط، تزيد من حجم الخطر، لأنّ “اقتصادنا يعتمد على استيراد المحروقات، مع ما يترتّب عنها من عواقب فوريّة وشديدة في حالة تصاعد الأوضاع”.
ولفت الكاتب في نفس الإفتتاحيّة، إلى أنّ الرّفع من الإستثمار في التّكنولوجيات الصّديقة للبيئة، سيُمكّن من فتح فُرص اِستراتيجيّة جديدة، مُشدّدا على أنّ هذا الأمر هو بمثابة صافرة إنذار للمغرب ودول أخرى مُماثلة، لتجديد تفكيرها حول تنويع اِقتصاداتها واِستثمار التّكنولوجيا والإبتكار.
وفي ما يتعلّق بالشّأن الحزبي، توقّفت يومية (لوبينيون) عند حزب الإستقلال، الذي ما يزال يُحافظ على نفس الإسم منذ تأسيسه، أنّه قد يتبادر إلى الأذهان أنّ تسمية الحزب تشمل فقط الكفاح للتّحرُّر من المُحتل أو الهيمنة الممارسة من طرف قوّة خارجيّة، لكنّها تتعدّاها إلى معنى أعمق من الكفاح من أجل اِستقلال التُّراب، يصُب في صون السّيادة السّياسيّة والإقتصاديّة والدّينيّة والثّقافيّة، بل وحتّى الغذائيّة.
وعلى صعيد التّسويق السّياسي لكلمة “الإستقلال”، لفت كاتب الإفتتاحية، إلى أنّها ليست مجرّد علامة تجاريّة مسجّلة، ولكنّها كذلك، شعار قوي وجامع يتردّد صداه مراراً وتكراراً، بنفس القوّة، في هذه الأوقات المضطربة، إذ يتم بناء السّيادة وتفكيكها، ويستمر المغرب في الكفاح، بكل قوّته، من أجل اِستكمال وحدته التّرابيّة.
واسترسل أنّه سواءٌ تعلّق الأمر بالمستوى المؤسّساتي أو الفردي، فإن كلمة “اِستقلال” تعني نضالاً أبديّا من أجل صون حريّة المبادرة والقرار، كاختيار وقناعة، فضلا عن العديد من النّضالات الأخرى، التي لا تزال تُشكّل حدثا إلى غاية اليوم، كما كانت في الماضي، وتابع بالقول أنّ حزب الإستقلال، باعتباره تمثيليّة سياسيّة لمختلف الإتّجاهات بالمجتمع، لم يُخفّف أبدا من حماسته واِلتزامه.