أدخلت وزارة الداخلية، بقيادة عبد الوافي لفتيت، تعديلات جوهرية على نظام مباراة المعهد الملكي للإدارة الترابية، في إطار تشديد معايير انتقاء المرشحين لولوج سلك القياد. ومن بين أبرز المستجدات، فرض قيود جديدة تحد من إمكانية إعادة اجتياز المباراة، إذ لم يعد مسموحاً للمترشحين الذين رسبوا في محاولتين سابقتين بإعادة الترشح، وذلك لأول مرة في تاريخ المباراة.
القرار الوزاري رقم 236.25، الصادر في 22 يناير والمنشور في الجريدة الرسمية، نص أيضاً على ضرورة الإدلاء بشهادة طبية تُثبت استيفاء شرط الطول، سواء من طبيب في القطاع العام أو الخاص، مع احتفاظ الإدارة بحق التحقق من هذا الشرط خلال مختلف مراحل المباراة.
أمّا على مستوى التقييم، فقد تم تعزيز عملية الانتقاء بإدراج “اختبار بسيكو-تقني” ضمن الامتحان الشفوي، ما يسمح باستبعاد المترشحين الذين لا تتوفر فيهم الأهلية المطلوبة لمهام رجال السلطة. كما تم اعتماد نظام أكثر دقة في فرز المرشحين، حيث سيتم استدعاء فقط المترشحين الأوائل، وفق ترتيب الاستحقاق، في حدود ثلاثة أضعاف عدد المناصب المتبارى حولها.
وتأتي هذه التعديلات في سياق سلسلة من الإصلاحات التي باشرتها وزارة الداخلية، حيث سبق أن أقرت في 2018 شروطاً إضافية، من بينها تحديد الحد الأدنى للطول، ومعايير خاصة بقوة البصر، فضلاً عن متطلبات تتعلق بالسمع وبعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الإقصاء.
يُذكر أن المعهد الملكي للإدارة الترابية (IRAT) يُعد المؤسسة الرسمية المسؤولة عن تكوين رجال السلطة، من قياد وباشوات، إلى جانب أطر إدارية أخرى، حيث يهدف إلى إعداد نخبة مؤهلة لإدارة الشأن الترابي وفق رؤية حديثة وفعالة.