في خطوة اِستراتيجية جديدة، يواصل المغرب تحديث منظومته العسكريّة عبر نشر كتائب بريّة متخصّصة في الحرب الإلكترونيّة في مناطق قريبة من سبتة ومليلية والحسيمة، وفقًا لما أوردته صحيفة لاراثون الإسبانيّة. وتندرج هذه الخطوة ضمن جهود المملكة لتعزيز قدراتها الدّفاعيّة وتأمين مواقعها الإستراتيجيّة بأنظمة تكنولوجية متقدّمة.
ويأتي هذا التّطوّر بعد نجاح الجيش المغربي في نشر وحدات مماثلة بالصّحراء المغربيّة، حيث أثبتت فاعليّتها في تنفيذ عمليّات هجوميّة تعتمد على أنظمة التّشويش وتعطيل قدرات العدو، لا سيما أنظمة الإتّصالات والرّادارات. وتمتاز هذه الوحدات بتجهيزات متطوّرة تمنح القوّات المغربيّة تفوّقًا تكتيكيًّا عبر تعطيل الأنظمة التّشغيليّة لأي تهديد محتمل.
وعلى صعيدٍ متّصل، سبق للقوّات المسلّحة الملكيّة أن أجرت مناورات عسكريّة مكثّفة في مجال الحرب الإلكترونيّة، بالتّعاون مع الجيش الأمريكي، تحت مسمّى “الرّعد الغامض”. وشهدت التّدريبات التي أُقيمت في منطقة صحراوية قرب أكادير، اِستخدام طائرات مسيّرة وبالونات طائرة متطوّرة، مخصّصة لاكتشاف وتحديد مواقع الرّادارات وأجهزة الإتّصالات المعادية.
ووفقًا لموقع Breaking Defense، فإنّ المناورات تضمّنت أنظمة تشويش جويّة محمولة على طائرات مسيّرة، ممّا يسمح بجمع بيانات اِستخباراتيّة دقيقة وإضعاف قدرات العدو في ساحة المعركة. ويُعد هذا التّمرين الأوّل من نوعه الذي يُنفّذ في إفريقيا، بعد تجربة مماثلة في رومانيا عام 2023، وهو ما يعكس أهميّة التّعاون الدّفاعي المغربي-الأمريكي في تعزيز الجاهزيّة العسكريّة.
ويؤكّد الخبراء أنّ تقنيّات الحرب الإلكترونيّة أصبحت عنصرًا حاسمًا في النّزاعات الحديثة، حيث توفّر للدّول المتقدّمة في هذا المجال قدرة أكبر على الهيمنة الإلكترونيّة وشل أنظمة الخصوم قبل المواجهة الفعليّة.
ومن جهة أخرى، تأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية مغربية متكاملة تشمل مناورات كبرى مثل “الأسد الإفريقي“, والتي تعد أضخم مناورات عسكرية تُجرى سنويًا في القارة الإفريقية بمشاركة جيوش دولية مرموقة.
بهذه الخطوات، يواصل المغرب تطوير قدراته الدّفاعيّة، معزّزًا موقعه كقوّة إقليميّة قادرة على مواكبة التّحوّلات العسكريّة العالميّة، وتأمين حدوده بأحدث التّقنيّات المتطوّرة.