تشكل إقالة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مستشاره للأمن القومي “جون بولتون”، الذي سبق وأن شغل منصب سفير “واشنطن” لدى الأمم المتحدة، ما بين العامين 2005-2006، مع إدارة الرئيس “جورج دبليو بوش”، نقطة فارقة في مسار تبني مواقف موائمة لطرحي “الجزائر” و “جبهة البوليساريو” من ملف الصحراء، خصوصاً و إن علمنا أن الأخير طالما لاحقته إتهامات بالإنحياز للطرفين، عندما يتعلق الأمر بصناعة مسار السياسة الخارجية الأمريكية.
“ترامب” غرد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: “أنه أبلغ بولتون بالاستغناء عن خدماته في البيت الأبيض، وأضاف “كانت بيننا خلافات شديدة حول الكثير من مقترحاته”، وقال إنه سيعين خلفا له الأسبوع المقبل.
إلى ذلك شهدت الفترة التي تواجد فيها “بولتون” في منصبه، تمديد مجلس الأمن الدولي، ولاية بعثة “المينورسو” في الصحراء أبريل الماضي، لستة أشهر فقط، بدل التقليد الذي استمر لأزيد من سبع سنوات، ذلك القاضي بتمديد ولايتها لمدة سنة كاملة.
“بولتون” الذي أظهر اهتماما أكبر بقضية “الصحراء” من سابقيه، إذ صرح في دجنبر من العام 2018، أثناء حلوله ضيفا على مؤسسة “هيريتيج فاونديشن”، في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن طول مدة تواجد بعثة المينورسو في الصحراء، وقال إنه ساهم في إعداد ولايتها سنة 1991، حينما كان يعمل في وزارة الخارجية كأمين مساعد للمنظمات الدولية.
و استمر بالقول، أنه يشعر “بخيبة” كبيرة بسبب عدم التوصل إلى حل للنزاع، مضيفاً “أود أن يجد هذا النزاع طريقا إلى الحل إذا تمكنت الأطراف من الاتفاق على طريق للمضي قدما”.
إلى ذلك تأتي الإقالة، في ظل ترقب دولي للإعلان عن الشخصية القادمة في منصب المبعوث الشخصي الأممي للصحراء، بعيد إستقالة الرئيس الألماني الأسبق “هورست كوهلر”، مما يستبعد إمكانية الدفع بشخصية دبلوماسية أمريكية.